الأحد
12 نوفمبر 2007
من بدت الفسحة و الكلام من بينهم كان نادر و هالشي اللي ما تعودت عليه زهرة من وحدة مثل شيخة ، كان الضيج و الشرود مبين على ملامح ويهها و السبب معروف بالنسبة لزهرة فعشان جي ما حاولت تييب سيرة منال بأي طريقة ، لكن شيخة كان لها راي ثاني في الموضوع!!
شيخة: تعرفين انه اخوج فيصل حطمنا كلنا بقراره؟!
زهرة – تنهدت: شو تبيني اسوي يعني؟! اماية و عموه حنّوا عليه الين غيّر رايه بس بعد هالشي ما يعني انه مقتنع براشد
شيخة: و شو الفايدة اقتنع ولا ما اقتنع تراه وافق في الاخير ، بس مب حلوة الحركة اللي سواها فينا لا امايه ولا ابويه ولا حتى عبد الله راضي باللي سويتوه!!
زهرة: اخبرج انا مالي خص لا تجمعين!! والله لو القرار بايدي برفض راشد بس انتي تعرفين الراي راي فيصل و منال
شيخة: و يوم انه يدري انه بيوافق على راشد عقب ما حنّوا و زنّوا على راسه ليش ايي و يرمس عبد الله عشان يرد يخطبها؟!
زهرة: والله تبين الصراحة انا مادري ليش فيصل اتصرف جي ، بس انتي تعرفينه ساعات يتهور و ما يفكر قبل ما يسوي اللي في راسه
شيخة: والله ما شفتي كيف عبد الله تغيّرت نفسيته عقب ما قاله فيصل انه خلاص راشد بيخطب منال و منال تباه ، قبل ما كان يبيّن لنا انه متضايج بس الحين كل شي انكشف ، ما قام يضحك ولا يسولف شرات قبل حتى الاكل عافه و السبة اختج و ولد خالج اللي مادري من وين طلع لنا!!
زهرة: صدقج والله مادري شو اللي ذكّرهم فينا عقب كل هالسنين ، حياتنا قبل لا نعرفهم كانت وايد أحسن
شيخة: انتي متأكدة انه منال تبا راشد هذا؟!
زهرة: هيه ، كم مرة قايلتلج إنها بنفسها خبرتني إنها تباه ، حتى احيد قبل قالتلي إنها كانت حاسة انه واحد من عيال خالي يباها و هالسبب اللي خلاها ترفض عبد الله من دون تفكير
شيخة: و تقولينها جدامي بكل بساطة!!
زهرة: هذا الصدق انا ما يبت شي من عندي ، لا تزعلين شيخوه انا ماقصد شي من ورى اللي قلته بس .........
شيخة – قاطعتها: بس خلاص مابا اسمع منج شي ثاني كفاية اللي يانا من صوبكم!!
من خلصت كلامها سارت عن زهرة اللي تمت تزقرها لكن لا حياة لمن تنادي ، بغت تلحقها و تتأسف منها لكن شيخة كانت اسرع منها و في نفس الوقت دق الجرس معلن انتهاء وقت الفسحة فاضطرت زهرة تغيّر مسارها باتجاه الصف ، دشت لصفها و زهبت اغراضها للحصة الياية لكنها ما زالت تفكر باللي صار بينها و بين شيخة ، غمضتها شيخة و اللي أكثر معوّر قلبها موقف عبد الله من خطبة منال لانها كانت عارفة منال شو تعني بالنسبة لعبد الله اللي يموت فيها من زمان!!
--------------
------
يتمشون بين اروقة الجامعة و الاحاديث المعتادة تدور بينهم لكن هالمرة كان الخوف و الترقب متمكن من منال اللي كانت محتارة و مب عارفة كيف تصارح عمير بخبر خطوبتها لراشد و اللي ما بقى عليها غير ايام معدودة
مرام – باستنكار: يعني من صدقج خايفة من عمير عقب كل هالتخطيط!! وين كلامج و تمثيلياتج اللي مزهبتنها له و انا منال و الاجر على الله و حاله كل هذا طلع اخرطي!!
منال: سكتي الله يخليج اكرمينا بسكوتج!! بدال ما تشجعيني يالسة تقولين كلام يحبط الواحد!!
مرام: انتي مستحيل تكونين منال اللي انا اعرفها!! يا ماما دور الخوافة مب لايق عليج بالمرة و بعدين انتي ليش خايفة من الاساس؟!
منال: تبين الصدق والله مادري ليش حاسة برهبة من الموقف ، مب عارفة كيف ابدا ويا عمير بالموضوع
مرام: جسي نبضه قبل لا تفاتحينه بالموضوع قبل ما تمهدين له الدرب ، سإليه لأي درجة هو متمسك فيج و قوليله بطريقة غير مباشرة لو انج انخطبتي لا سمح الله ولا صار لج شي يمنعج عنه شوفيه شو بيقول و عقب قوليله كل السالفة من الالف الين الياء
منال: فكرت اسوي جي بس بعد مب عارفة كيف ابدا امهد للموضوع
مرام: ياختي انا احترت وياج!! ما عندي شي غير اللي قلته بغيتي تسوينه سويه و في النهاية انتي و هو تتفاهمون انا مالي خص
منال: الحين ما لج خص!! لو السالفة فيها مصلحتج ما بتقولين مالي خص!!
مرام: شو تبيني اسوي يعني؟!
منال: لا تسوين شي!!
و يرن تلفون في هاللحظة و انسابت منه نغمة مميزة من خلالها عرفت منال هوية المتصل الشي اللي زاد الارتباك و الخوف فيها أكثر!!
مرام: شو يعني بتنقعينه على الخط؟! ردي عليه!!
منال: مب وقته ، خليني اتشجع و بعدين برمسه
مرام: كيفج انتي حرة!!
تم عمير يتصل بمنال لكنها كانت اتنطش مكالماته و في الاخير حطته على السايلنت ، لكن عمير كان لها بالمرصاد و من دون سابق انذار ظهر لها في ويهها فجأة!!
منال – تسارعت نبضات قلبها و بانت الصدمة من صوتها: عمير!!
عمير: وينج من الصبح اتصل عليج ولا تردين؟!
منال – بربكة: الظاهر نسيت تلفوني على السايلنت و ما فتحته عقب ما ظهرت من الكلاس
عمير: اها ، ما عليه حصل خير – و التفت صوب مرام: شحالج مرام؟؟
مرام – و هو يتنغز منال بنظراتها: بخير الحمدلله و انته شحالك؟؟
عمير: الحمدلله على كل حال ، منال بغيتج في موضوع مهم!!
منال: موضوع شو؟!
عمير: تعالي لي السيارة بخبرج ، ما ينفع نرمس اهني!!
منال: و اشمعنى في السيارة؟! نحن ورانا كلاس و ...........
عمير – قاطعها: و الكلاس اهم عن حبيب القلب؟! ولا خلاص طاح سوقنا و شايفتلج شوفة ثانية؟!
اهني ماتت منال من الخوف و انربط لسانها من صدمتها من كلام عمير اللي ياها في الصميم و جنه عمير يقرا افكارها ، ما عرفت بشو ترد و تمت تطالع مرام بنظرات عل و عسى تنقذها لكن لا حياة لمن تنادي مرام صاخة ولا حاولت تنقذها من الورطة اللي طاحت فيها
عمير: ليش سكتي؟!
منال: خلاص انته اسبقني و انا بيي وراك
عمير: اوكي ، لا تتأخرين مثل ما قلتلج الموضوع مهم!!
قال اللي عنده و سار عنهم و خلاهم وسط استغرابهم و دهشتهم من طلبه الغريب!!
منال: يا ويلييي شو بسوي الحين؟!
مرام: خلج ريلاكس!! هاي مب أول مرة تطلعون ويا بعض ليش خايفة؟!
منال: ما اختلف وياج في هالشي ، بس ليش هالمرة يباني اسيرله في سيارته؟! حاسة انه السالفة فيها إنّ ليكون حاس بالورطة اللي انا فيها؟!
مرام: شو يعني ما بتسيرين؟!
منال: بسير و امري لله!!
مرام: قلبي وياج ، لا تنسين سوي مثل ما قلتلج
منال: ادعيلي!!
.
.
يالس في السيارة و كل حين يطالع الساعة اللي كانت تمر ببطء شديد و الين الحين الآنسة منال ما شرّفت ، الافكار كانت توديه و تييبه خوف منال و ارتباكها كان واضح وضوح الشمس الشي اللي فسره على إنها مب عارفة كيف تفاتحه بموضوع خطوبتها لراشد مثل ما هو محتار كيف يقدر ينتقم منها و يشرّبها من نفس الكاس اللي سقته منه!!
ما طال انتظاره أكثر الا و يشوف منال ياية صوب الباركات و هي تتلفت يمين و يسار تدور على سيارته من بين الجمع الهائل من السيارات ، و من دون ادنى تفكير حرك السيارة و ظهر من الباركن متوجه صوبها و منال بدورها أول ما شافت سيارته سارت صوبه و ركبت على السيت الورني للسيارة
عمير – التفت صوبها: ليش ركبتي ورى لهالدرجة تستحين مني؟!
منال – و الكلمات تطلع منها بصعوبة: هاي أول مرة اركب سيارتك!!
عمير: شو يعني؟!
منال – و هي تتحاشى نظراته المتركزة عليها: استحي!!
عمير – ابتسم: و إذا قلت اني ما بتحرك الين تيين تيلسين عدالي؟!
منال: بنزل!!
عمير: يهون عليج تخليني و انا مشتاق لج موت؟! ولا خلاص ما صرتي تحبيني شرات ما انا احبج؟!
منال – احمرت من المستحى: لاء!! بس ................
عمير – و هو مركز نظراته عليها: بس شو؟!
منال – زل لسانها من دون ما تحس: فهد لا تحرجني!!
عمير: شوووووه؟!
منال: ترى والله انزل؟! قول شو الموضوع المهم اللي بغيتني فيه؟!
عمير – صخ للحظات و هو يطالعها بنظرات غريبة: بس خلاص سيري مابا منج شي
منال: حبيبي لا تزعل والله اني احبك و مشتاقة لك موت بس تعرف الحين مب وقته
عمير: على راحتج انا ما بجبرج على شي ما تبينه – و ارتسمت على شفاته ابتسامة هادية تخفي وراها الكثير!!: بس انا بشتاق لج أكثر و ما بنسى لج هالموقف
صخت منال ولا عرفت بشو ترد ، مع مرور الوقت كان ارتباكها كل ما ياه و يزيد و اللي ساعد على هالشي نظرات عمير الغريبة لها ، مب عارفة كيف تفسر هالنظرات اللي كانت كفيلة إنها تنسيها موضوع خطوبتها اللي كانت ناوية تفاتح فيها عمير ، و بعد تفكير و تردد نزلت من السيارة من دون ما تنطق بحرف!!
تم عمير يراقبها و هي تبتعد عن السيارة الين اختفت من جدامه ، يوم عن يوم كان احتقاره لمنال يزيد و ذكرها لاسم فهد جدامه من دون قصد كان بمثابة الخطوة الاولى في طريج انتقامه منها ، ما توقع إنها توصل لهالدرجة من الدناءة لدرجة إنها تذكر اسم فهد جدامه بليا حاسية ، لو إنها ذكرت راشد كان ممكن يطوّف السالفه لكن "فهد"؟!!!!!
--------------
------
الفضول يكاد يدفعها إلى حافة الجنون ، ما بقى من الوقت الا الشي القليل و بتعرف المفاجأة اللي وعدها بها سعيد ، من بندت عنه بدت تحسب الدقايق و الثواني اللي تفصل بين هاللحظة و نهاية الاسبوع ، و هو الموعد اللي بتعرف فيه سر هالمفاجأة!!
مرت ساعات و هي لا زالت تتريا من سعيد الاتصال اللي وعدها فيه قبل ما يبند عنها ، فجأة راودها إحساس غريب بالقلق خصوصاً انه قال لها انه بيرد يتصل عقب دقايق و الحين طافت أكثر من ساعتين و ما ياها أي خبر عنه ، كان القلق كل ما ياه و يتصاعد فما لقت غير إنها تتصل فيه عشان ترتاح و تطمن انه ما صابه أي مكروه!!
كانت حاطة السماعة في اذنها و الاغنية اللي حاطنها سعيد كنغمة لتلفونه تصدح و تتكرر على مسامعها كل لحظة الين انقطع الخط ، ما تركت مجال للانتظار و على طول ردت تتصل مرة ثانية و ثالثة و رابعة لكن ما من مجيب
يأست من عقب كل هالمحاولات الفاشلة للاتصال بسعيد و بكل عنف شلت السماعة عن اذنها و فرت التلفون على الشبرية بقهر ، مزاجها من عقب ما كان فوق السحاب صار في الحضيض
"خل اخوك ينفعك!!"
تمتمت بهالكلمات بينها و بين نفسها بقهر و ظهرت من الحجرة
.
.
"و ليش ما خبرتوني من قبل؟!"
قالتها بانفعال و هي مركزة نظراتها على مبارك اللي تمنى لو انه ما زل لسانه و رمسها في هالموضوع
وديمة: ليش سكت؟!
مبارك – رد عليها باختصار: اخوانج ما بغوج تدرين بالموضوع
وديمة: اخواني اعرفهم عدل ما يدسون عني شي ، و موضوع جايد مثل هذا ما يندس
مبارك: و ان خبرناج قبل شو بايدج تسوين عشان تغيرين اللي صار؟! هذا سلطان و انتي تعرفينه زين ، إذا اختج ما قدرت تقنعه و تخليه يغير رايه انتي شو بتسوين؟!
وديمة: بس انته اخوه و تعرف تتفاهم وياه ، ولا عايبنك اللي سواه باخويه يوم ردّه خايب ولا يبا يتشمت في ابويه عقب كل هالعشرة؟!
مبارك: سلطان مب من هالنوع من الناس اللي يحبون الشماتة بس هو الله يهداه يوم يحط ف راسه شي محد يقدر يغيره و انا عيزت وياه
وديمة – بتهديد: اسمع يا مبارك يا اما انك تقنع اخوك يساعد ابويه ولا مالي يلسة في هالبيت بعد و انته السبب في كل اللي بيصير
مبارك: اتعوذي من الشيطان يا حرمة و خلج من هالرمسة اللي ما منها فايدة ، انتي مب ياهل عشان تسوين جي كل مشكلة و لها حل ان شاء الله من يرد ذياب بنعرف نتصرف
وديمة: و ان ما رد ذياب؟! بتخلي حلال ابويه يضيع عشان تشمتون فيه انته و اخوك؟!
مبارك – تأفف بضيج: بعد ردت و قالت نتشمت!! – و اهني نش واقف: انا اقول لو تنسين هالسالفة و تخلنها علينا وايد أحسن ، نحن نعرف نتصرف و انتي ما عليج من شي
وديمة: تعال وين ساير؟!
مبارك – و هو عاطنها ظهره: بسير وين ما اسير ...........
و قبل ما يكمل رمسته دوت صوت صرخة قوية هزت اركان البيت و اعتلت الصدمة ويوه وديمة و مبارك اللي ربع صوب مصدر الصوت و اللي كان ياي الطابق الفوقاني من حجرة مدية بالتحديد!! و في المقابل تمت وديمة يالسة في مكانها و هي مب مستوعبة اللي سمعته لكنها نشت و لحقت ريلها و الخوف و القلق مسيطرين عليها
وصلت للطابق الثاني و هي تلهث و شافت مبارك يدق الباب على مدية اللي كانت تصيح بصوت عالي من دون ما تتوايب لهم ، قربت منه و تمت تزقر على مدية من صوب و مبارك يزقر من الصوب الثاني لكن لا حياة لمن تنادي!!
.
.
يالس بروحه في الميلس اللي فضى للتو من كل اللي كانوا فيه و الصمت يلف الاجواء من حوله ، كان مستغرق بالتفكير باللي سواه قبل شوي ، ما عرف شو هالشجاعة اللي نزلت عليه و خلته يقول هالكلمة لها ، الين الحين مب مصدق انه كل اللي بينه و بين مدية انتهى في غمضة عين و السبب مجرد سالفة خبره عنها اخوه و هو صدقها من دون ما يتأكد منها!!
رفع سعيد عيونه باتجاه الباب أول ما حس بوجود حد وياه و اتجهت انظاره مباشرة لعيون عمير اللي كان يطالعه بنظرات حادة ، لكن سعيد ما اطال النظر فيه و صد عنه الصوب الثاني
تقرب عمير من اخوه الين صار مجابلنه و ما يفصله عن اخوه غير سنتمترات معدودة ، لكن سعيد لا زال يتحاشى نظراته له
سعيد – بصوت مبحوح: طلقتها!!
عمير – من دون ما يظهر أي إحساس بالحزن على قرار اخوه: ندمان ليش انك طلقتها؟!
سعيد: و ليش اندم؟! بعده ما صار شي من بيننا عشان اندم
عمير – في محاولة لاستفزاز سعيد: بس شكلك يقول انك ندمان!!
سعيد – رمق عمير بنظرة نارية: مب وحدة مثل هذي تخلي سعيد الـ(.......) يندم ، انا اللي مب قادر افهمه ابويه شو اللي خلاه يقنعني آخذ وحدة مثل هاي و هو عارف زين منو اهلهم و شو اصلهم و فصلهم!! حرّم علينا نتخالط ويا عيال خالتي منى ليش انهم مب من اصل و فصل على قولته و في الاخير يخليني آخذ وحدة اهلها مب أحسن من اهل ريل خالتنا!!
عمير: انته تعرف علاقة ابويه ببو ذياب كيف و اكيد هو تغاضى عن هالموضوع بسبة عشرة العمر اللي من بينهم
سعيد: بس مب على حسابنا نحن!!
عمير: بتخبره؟!
سعيد: اكيد بخبره ، هالموضوع ما ينسكت عنه ، لازم يعرف انه مثل ما تغاضى عن اهل ربيعه يقدر يتغاضى عن اهلنا الل هم اولى عن الغرب
عمير – ابتسم بخبث و هو يربت على جتف اخوه: هذا اخويه اللي اعرفه!!
--------------
------
لليلة الثانية على التوالي و هي تناجي طيفه و تسأله عن هل هي ارتاحت عقب كل اللي صار من بينهم؟! الحيرة كانت تقتلها في كل لحظة الف مرة ، غمضت عيونها و الاحداث نفسها تتكرر جدامها و لا مجال للنسيان ، مهما سوت عشان تنسى كان اسم "جاسم" يتناهى إلى مسامعها و صورته تتجسد جدام عيونها و إحساسها بالندم يتعاظم!!
فجأة جفلت يوم حست بحركة الموبايل و هو يهتز معلن عن وصول اتصال لها ، تسارعت نبضات قلبها و اسم جاسم يتردد على لسانها ، مدت ايدها للموبايل و تطاولته و هي تتمنى انه يكون المتصل جاسم ، لكنها ادركت انه اتصال جاسم بها من سابع المستحيلات و اللي صحاها من هالوهم رقم حسن اللي كان ظاهر على الشاشة بكل وقاحة عقب ما كان السبب في كل اللي صار بينها و بين جاسم!!
بندت الخط ف ويهه من دون ما ترد عليها و بندت التلفون ، طلعت البطاقة من التلفون كسرتها نصين و فرتها على الارض من شدة القهر و انخرطت في بكاء عميق!!
"ليش سمعت شوري و طلقتني يا جاسم؟! ليش؟!!!!!!"
.
.
"محتاج لج الحين أكثر من قبل يا رشا!! ليتني ما تهورت و طلقتج بهالسهولة!!"
كان حاس بفراغ فضيع من عقب ما سارت عنه رشا و خلته و هو في اشدّ الحاجة لها ، الكل كانوا ملاحظين تغيّر جاسم المفاجئ و مستغربين من اهماله لنفسه ، و اللي أكثر اثار استغراب الكل انه صارله كمن يوم ما سار بيته و خصوصاً انه الين الحين ما خبر حد عن خبر طلاقه لرشا!!
حس انه تسرع يوم خبرها عن سر عقمه و هو اللي عاهد نفسه انه ما يفصح عن هالسر لحد مهما كان هالشخص قريب منه!!
في هاللحظة رفع عينه و صوّب أنظاره باتجاه الباب ليلقي نظرة على اللي تجرأ و قطع عليه خلوته بنفسه في هالوقت المتأخر من الليل ليتفاجأ بدخول امه عليه و مبين من شكلها التجهم
تقربت منه امه يلست عداله بهدوء و تمت تمسح على جتفه
ام جاسم: شو بلاك يا جاسم انته من يومين مب عايبني ، لا ظهرت من البيت ولا سرت صوب حرمتك ولا شفتك ترمسها ، انتوا صاير من بينكم شي؟!
جاسم: لهالدرجة تهمج رشا عشان تنشدين عنها؟!
ام جاسم: و ليش ما تهمني؟! انته ولدي و هي حرمتك لازم بتهمني
جاسم: لأي درجة رشا تهمج؟؟
ام جاسم: انته شو سالفتك ويا هالاسئلة؟! إذا صاير من بينكم شي قول لا اتم تسأل هالاسئلة اللي مالها معنى ، و بعدين فيصل شو كان يبا منك؟! اكيد في شي و انته داسنه عنا
جاسم – تنهد بضيج: خلافات بسيطة مثل كل مرة مافي شي يديد ، المفروض تكونين تعودتي على هالشي
ام جاسم: بس اخوها ظهر معصب اكيد شي جايد مستوي
جاسم: لا تحاولين تكبرين الموضوع انتي تعرفين فيصل يعصب على اتفه الاسباب ، هاي كل السالفة
ام جاسم: بسألك و جاوبني بصراحة ، انته مرتاح ويا رشا؟!
جاسم: و ان قلت لج اني مب مرتاح وياها شو بتسوين؟!
ام جاسم: طلقها و انا ايوزك اللي تسواها و تسوى طوايفها ، كفاية صبرنا عليها كل هالسنين و هي متقحطة علينا بياهل واحد!! انا اعرف انه فيها شي بس انته متستر عليها ، خاطري اعرف بس شو اللي مصبرنك عليها كل هالسنين!!
ما درت ام جاسم إنها بكلامها مست ولدها أكثر من ما مست رشا ، ما تدري إنها بهالكلام جنها وجهت لقلبه الطعنة القاضية اللي اصابته في مقتل لكنه آثر الصمت!!
ام جاسم: ليش سكت؟! يعني صدق اللي قلته؟!
جاسم: لا مب صدق!! قلتلج اللي صاير من بيننا خلافات بسيطة و بس ليش مب راضية تقتنعين؟!
ام جاسم: لانه سكوتك و تصرفاتك مب مقنعة
جاسم: اميه الله يخليج مابا ارمس في موضوع رامسين فيه مليون مرة
ام جاسم: لا بترمس غصبن عنك ، قول شو مهببة حرمتك هالمرة بعد؟!
جاسم – بانفعال: اماية لا تغلطين على رشا هي ما سوت اللي سوته الا بسبتي انا؟! انا اللي ما عرفت احافظ عليها و ضيعتها من ايدي ، اللي ما تعرفينه اني طلقت رشا ارتحتي الحين؟!
ام جاسم – حطت ايدها على صدرها من الصدمة: طلقتها؟! متى و ليش ما خبرتني؟!
جاسم: اللي قلته كفاية مابا ارمس عن هالسالفة زود ، خليني بروحي تعبان و واصل حدي ابا ارتاح
ام جاسم – نشت واقفة: بخليك ترتاح الحين ، لكن باجر الصبح بيكون لي رمسة ثانية وياك!!
ظهرت ام جاسم عن ولدها و رضخت الباب وراها بالقو في حين تم جاسم بروحه و الندم يتآكله ، طاح ع الشبرية و غمض عيونه لكنه مازال حاس انه الدنيا تدور حواليه و الافكار توديه و تييبه الين استسلم لسلطان النوم اللي رحمه من التفكير